السبت، 13 ديسمبر 2014

{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }

عن مشهد الخلاف الحالي بين بعض المُثقفين و بعض أهل الأزهر الشريف حول الفتوى بكُفر بعض الجماعات أو الأفراد أرى أن هناك أمرين في هذا الموضوع
أولاً :-
 إن الإفتاء بغير علم حرام و لابُدَّ من أن يكون الإنسان عالماً قد توفرت فيه شروط الفتوى

 ويكفينا أن من يتصدر للإفتاء خريجين من جامعة الأزهر الشريف أى أنهم درسوا علوماً شرعية و مسائل فقهية عديدة و منهم من يحمل درجة الماجستير أو الدكتوراة في الفقه كذلك .
إذاً لا غُبار على من إلتزم بفتواهم بل إنه لا يأثم لأنه تحرى أهل العلم ليسألهم كما قال ربنا عزوجل في ذلك
{
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } فها نحن نسأل أهل الذكر كما أمرنا .
ثانياً :-
كَوْنِ أن فتواهم لا تتماشى مع هوانا و مصالحنا أو تخالف رغباتنا فهذا أمر آخر !!
و لكى أكون محايداً أقول حتى و إن خالفوا عن قصد ما نعتقده صواب أو حق فليس على المُستفتي إثم بل على من أفتى حيث أنه خالف سواء بقصد أو بدون قصد شروط الفتوى كما جاء في التحذير من ذلك
(
فمن أفتى بفتيا بغير علم كان إثم ذلك على الذي أفتاه  )
و (
أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار ) إلى كل هذه الأحاديث التي تُحذر من مَغبة التصدُر للفتوى بدون علم .
وأحسب أن من يتصدر للفتوى من أهل الأزهر و الله حسيبه أنه لا يجرؤ على أن يتقول على الله ( تبارك و تعالى )  أوعلى رسوله ( صلى الله عليه و سلم ) بغير علم و بدافع الهوى !!
فالدنيا إلى زوال و لابد يوماً من أن يُسأل أمام الذي لا تخفى عليه خافيةٌ في الأرضِ و لا في السماءِ عما أفتى به .
فمن ذا الذي يجرؤ على ذلك من أناس يُفترض فيهم أنهم نهلوا من كلام الله عزوجل وتربوا على مائدة السُنة المُحمدية .
فلا داعي لإثارة البلبلة و التشكيك في هؤلاء العلماء حتى لا نكون سبباً في تصدُر من لا يعلم مشهد الفتوى مرة أخرى .

لا تُحاسبوا الناس فإن الله يُحاسبهم

البابا فرنسيس الاول بابا الكنيسة الكاثوليكية
من أجمل ما سمعته عنه في حواره مع أحد كبار المُلحدين بإيطاليا و هو بالمناسبة صحفي معروف
( أن الله ليس كاثوليكياً ) !!!
فإن قلنا بذلك فنحن في عداوة مع إله المسلمين و اليهود و غيرهم . اهـ
توقفت كثيراً عند كلمته هذه و جُلت بناظري في تُراثنا الإسلامي فوجدت شبيه هذه الواقعة مع أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم ( عليه و على جميع الأنبياء و الرُسل أفضل الصلاة و أزكى السلام ) 

فمما يروى 
إبراهيم الخليل (عليه السلامكان لا يأكل الطعام وحده من دون وجود ضيف و في يوم من الأيام التي لا يأتيه ضيف كان يسير مسافة ميل بحثاً عن ضيف ليأكل معه الطعام فرأى شخصاً فدعاه لتناول الطعام وعندما جلسا للغداء قال إبراهيم (عليه السلام)  بسم الله 
و لكن ذلك الشخص بقي ساكتاً و لم يقل شيئاً فقال إبراهيم (عليه السلام ) أنت لم تذكر الله  ؟!!
قال :من هو الله؟أنا لا أعرفه ؟!!
فقال له إبراهيم( عليه السلام ) إذن قم و أذهب من هنا فأنا لا أكل مع شخص يُنكر الله ... فانصرف ذلك الشخص و بقي إبراهيم وحيداً فأوحي إليه يا إبراهيم أننا أطعمنا هذا الشخص لسنوات و لم نعترض عليه بشيء ولكن عندما أصبح رزقه بيدك اليوم فقد منعته وطردته
.
فقام إبراهيم من مكانه فوراً وراء ذلك الشخص و رجاه أن يرجع و لكن الكافر أبى ذلك و بعد الإصرار الشديد من إبراهيم ( عليه السلام )
قال بأني أقبل بشرط واحد و هو أن تبين لي السبب الذي طردتني لأجله أولاً و بعد ذلك جئت تدعوني مرة أخرى و بهذا الإصرار الشديد و تطلب مني الرجوع ؟!!
فبين له إبراهيم ( عليه السلام ) الحقيقة و هي أن الله تعالى عاتبه على طرده لأنه غير مؤمن به .
فقال الرجل: ما أحمقني أنا إذ تركت مثل هذا الإله الرحيم فعرفني يا إبراهيم بربي و بعد ذلك أصبح مؤمناً موحداً . اهـ
فإن المحبة و السلام و الدعوة إلى الله لا تكون برفض الأخر أو نبذه وعدم التعاون معه فيما فيه إعمار للحياة و نشر للسلام و المحبة . 
من أجل ذلك يجب العمل على تعميق وإدامة التواصل بين العالمين الإسلامي والمسيحي من خلال استمرار الحوار و التعايش و تعظيم القواسم والقيم المشتركة بيننا .

 

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

خيرُ الهدىِ هدىُ مُحمدٍ ( صلى الله عليه و سلم )

الناس اللي بترتدي ثياب التديُن و تدعي التديُن و تعتقد أنها بتنصُر الإسلام بالسفالة و بذاءة اللسان و الفُحش من القول لمن يختلفون معهم في الرأى أو الاتجاه !!

أقول لهم أين أنتم معشر المتفيقهين من هدى نبينا صلى الله عليه و سلم فيما يرويه الإمام أحمد في مُسنده 2 / 463
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :
(
إن رجلا شتم أبابكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبوبكر فقال : يا رسول الله  كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ؟ قال : إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لاقعد مع الشيطان  ) .
وهذا أبوبكر يُسب في حضرة النبى صلى الله عليه وسلم فما بالكم بمن هم دونه ؟!!
فانزعوا عنكم الجهالة و روح التعصُب الأعمى و اخلعوا رِداء البذاءة و سلاطة اللسان .
فخيرُ الهدىِ هدىُ مُحمدٍ ( صلى الله عليه و سلم )