السبت، 13 ديسمبر 2014

لا تُحاسبوا الناس فإن الله يُحاسبهم

البابا فرنسيس الاول بابا الكنيسة الكاثوليكية
من أجمل ما سمعته عنه في حواره مع أحد كبار المُلحدين بإيطاليا و هو بالمناسبة صحفي معروف
( أن الله ليس كاثوليكياً ) !!!
فإن قلنا بذلك فنحن في عداوة مع إله المسلمين و اليهود و غيرهم . اهـ
توقفت كثيراً عند كلمته هذه و جُلت بناظري في تُراثنا الإسلامي فوجدت شبيه هذه الواقعة مع أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم ( عليه و على جميع الأنبياء و الرُسل أفضل الصلاة و أزكى السلام ) 

فمما يروى 
إبراهيم الخليل (عليه السلامكان لا يأكل الطعام وحده من دون وجود ضيف و في يوم من الأيام التي لا يأتيه ضيف كان يسير مسافة ميل بحثاً عن ضيف ليأكل معه الطعام فرأى شخصاً فدعاه لتناول الطعام وعندما جلسا للغداء قال إبراهيم (عليه السلام)  بسم الله 
و لكن ذلك الشخص بقي ساكتاً و لم يقل شيئاً فقال إبراهيم (عليه السلام ) أنت لم تذكر الله  ؟!!
قال :من هو الله؟أنا لا أعرفه ؟!!
فقال له إبراهيم( عليه السلام ) إذن قم و أذهب من هنا فأنا لا أكل مع شخص يُنكر الله ... فانصرف ذلك الشخص و بقي إبراهيم وحيداً فأوحي إليه يا إبراهيم أننا أطعمنا هذا الشخص لسنوات و لم نعترض عليه بشيء ولكن عندما أصبح رزقه بيدك اليوم فقد منعته وطردته
.
فقام إبراهيم من مكانه فوراً وراء ذلك الشخص و رجاه أن يرجع و لكن الكافر أبى ذلك و بعد الإصرار الشديد من إبراهيم ( عليه السلام )
قال بأني أقبل بشرط واحد و هو أن تبين لي السبب الذي طردتني لأجله أولاً و بعد ذلك جئت تدعوني مرة أخرى و بهذا الإصرار الشديد و تطلب مني الرجوع ؟!!
فبين له إبراهيم ( عليه السلام ) الحقيقة و هي أن الله تعالى عاتبه على طرده لأنه غير مؤمن به .
فقال الرجل: ما أحمقني أنا إذ تركت مثل هذا الإله الرحيم فعرفني يا إبراهيم بربي و بعد ذلك أصبح مؤمناً موحداً . اهـ
فإن المحبة و السلام و الدعوة إلى الله لا تكون برفض الأخر أو نبذه وعدم التعاون معه فيما فيه إعمار للحياة و نشر للسلام و المحبة . 
من أجل ذلك يجب العمل على تعميق وإدامة التواصل بين العالمين الإسلامي والمسيحي من خلال استمرار الحوار و التعايش و تعظيم القواسم والقيم المشتركة بيننا .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق