السبت، 29 نوفمبر 2014

بــهــدوء

رغم إني أعلنت إنني لن أتحدث في السياسة مرة أخرى ورغم إني أصبت بالإحباط من أحكام اليوم .
 
لكن أحببت أن اسجل موقفي بعد هدوء العاصفة و بعد أن تابعت تعبير الكثيرين عن مشاعرهم بشأن محاكمة ( القرن ) اليوم سواء من عبر عن فرحه بالحكم من مؤيدو مبارك أو أبنائه كما يحلو للبعض أن يطلق على نفسه .
و من صدم من الحكم من أهالي شهداء ثورة 25 يناير .. 
أيضا من عبر عن سخطه على هذا الحكم بالسباب و الشتائم و الإعلان عن كرهه للحياة في البلد بل و الجهر بالرغبة في الهجرة منه !!
و لا أغفل أيضا هنا من ألمح سواء عرضاً أو قصداً عن تسيس الحكم و هذا مربط الفرس الذي أحببت أن أتناوله بالحديث حسب ما وصل إليه علمي و  حسب تفسيري البسيط و رؤيتي للمشهد .
فالإنسان بعد هدوء العاصفة أو تلقي صدمة ما من المهم أن يحاول قراءة المشهد مرة أخرى بهدوء حتى يتسنى له سواء الإستفادة من أخطائه أو أخذ العبرة و الإتعاظ مما مر به من أحداث .
نعم قد يكون كلامي مثالياً لن يتقبله الكثيرون بالطبع لكن بمنتهى الصدق مع أنفسنا فلنتسأل ماذا سيستفيد النظام الحالي من هذا الحكم ؟!!  ماذا سيعود على السيسي من وراء هذا الحكم سوى كما يقول المثل ( سوى وجع الراس )  !!
ألم تسألوا أنفسكم ذلك السؤال  !!
بداية ستقوم الدنيا عليه كما هو الحال الأن .. إذاً ألم يكن من الأجدى له في ظل الظروف الراهنة للبلد و سعياً للإستقرار و تحقيقاً للشعبية و تسيساً لأحكام القضاء أن يتم توجيهه لإصدار أحكام قاسية تُرضي أهالي الشهداء من ناحية .
و من ناحية أخرى تُضيع الفرصة على اى تيارات أخرى لكى تستغل الحكم للعودة للظهور على الساحة مرة أخرى بعد النكسة التي حصدوها بالاجماع بالأمس في جمعة 28 / 11 !!
كما تُحقق للنظام السعبية و الإستقرار المطلوب .
ألم يكن هذا هو الأجدى و الأولى إذا كانت فعلا الأحكام مُسيسة  !!
الأمر الأخر الذي لابد ألا نغفله أن القاضي يحكُم على ورق و أدلة أمامه تطمئن لها عقيدته .
فإن شاب هذه الأدلة و الأواق اى قصور فلا يجب أن نُحمله للنظام الحالي و لكن يجب أن تتحمله الأنظمة السابقة التي ساعد تراخيها و تأمرها على الوطن و إنسغالها بتقسيمه و السيطرة على مقدراتها و السعى لهدم مؤسساته بل و المتاجرة بدماء هؤلاء الشهداء .
فقد إنشغلوا بكل ذلك بدلاً من أن يسعوا لتحقيق العدالة النجازة و هم الذين قبل أن يصلوا للحكم كان يتشدقون بذلك !!!
أرأيتم أن قراءة المشهد بهدوء بعد الخروج من العاصفة قد يجعلنا نرى المشهد و الكثير من الحقائق التي قد تغيب عنا في خضم مشاعر الإحباط و الغضب .أكيد كلامي هذا لن يُعجب الكثيرين أو حتى البعض لكن لابد دوماً أن لا نُحجر على رؤية و أراء الغير مهما أختلفنا معها .
أعتذر للعودة للحديث في السياسة و لكن أحببت أن أسجل موقفي بهدوء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق